Saturday, August 27, 2011

من يحكم لا يقضى

الصراع بين السلطة و الحرية هو من أقدم الصراعات التى شغلت الشؤن السياسى .فأما السلطة هى القدرة على التحكم و التوجيه الشعب لما تسعى إليه السلطة و محاولة منع الأصوات المعارضه من ابداء أنتقادتها حول ممارسات تلك السلطة.

وأما الحرية فهى حق الناس فى الأختيار من يمثلهم مراقبته و أبداء الرأى فى ما يتخذه من قرارت حتى يصل إلى درجة النقض دون تعدى من القائمين على السلطة على تلك الحريات...ولكن هل بعقل أن تترك لتعبر دون محاولات من التضيق و الاستدعاء و التحقيق و قد يتهى بك الأمر إلى الحبس لان من يحكم هو من يقضى .

و من هنا ظهر القضاء يحكمون بين الناس فى الخصومات و يقفون السلطة عند حدود ما يجوز له أن تتعداه و يكون من يقضى مستقل عن من يحكم و ليس تابع له أو فرع من فروعه كما هو الحال فى بعض المحاكمات فى مصر .

فهل يحوز أن تجمع سلطة الحاكم و القاضى فى أن واحد و أن من يحكم هو الذى يقضى و يقضى على من يخالفه او ينتقضه أو لا يتبع سياسته فبماذا سوف يقضى من يحكم و لصالح نفسه أم لصالح خصمه .
ان القضاء العادل هو أساس الملك و يكون القضا عادلا إلا إذا أصبح مستقلا و أن يشعر الناس بهذا العدل عن طريق تنفيذ الأحكام القضائية و هذا مثال على عدل واستقلال القضاء فى العصر الأسلامى.

كانت سمرقند مدينة مليئه بالذهب والقضه والحرير والخزف والثروات الطبيعيه
مدينة غنيه وفي نفس الوقت كان لها جيش قوي شديد و في ذلك العهد كان يحكم المسلمين عمربن عبدالعزيز الخليفه العادل حينما أتى الجيش الإسلامي بقيادة قائد محنك خبير هو قتيبه بن مسلم رحمه الله رحمه واسعه و على مشارف سمرقند أمر الجيش بأن يتجه للجبل خلف المدينه لكي لا يرى أهل سمرقند جيش المسلمين فيتحصنو ويتترسو وهجم على المدينة بكتائب الجيش من خلف الجبال وكأنهم أعصار من شدتهم وسرعتهم وإذا بهم وسط سمرقند فاتحين لها ومهللين بذكر الله
لم يملك أهل المدينه إلى الإستسلام التام . هرب الرهبان إلى المعبد الكبير وسط الجبال وختبأ أهل سمرقند في بيوتهم لا يخرجون خوفاً من المسلمين وبدأت الحياة الطبيعيه تسير بين المسلمين وأهل سمرقند بالتجارة وتجدد هذا الذهول مره أخرى حينما وجدو المسلمين أمناء في تجارتهم لا يكذبون ولا يغشون ولا يضلمون وزاد هذا الإعجاب بأن تشاكل أثنان واحد من أهل سمرقند والأخر من المسلمين ذهبو للقاضي فحكم القاضي لسمرقندي فوصل الخبر لرهبان الهاربين في المعبد الذي بالجبل فقالو إذا كان هذا قضائهم عادل فلابد من وجود حاكم عادل فأمرو أحد رجالهم بأن يذهب لحاكم المسلمين ويخبره بما حدث فذهب هذا الشاب حتى وصل إلى بغداد لى بيت عمربن عبدالعزيز أمير المؤمنين الذي يحكم من الصين إلى فرنسا تجراء الشاب وقدم بخطى بطيئه إلى عمر بن عبدالعزيز وقل أنت أميرالمسلمين:قال نعم ألك حاجه أقضيها قال الشاب نعم إن قائدكم قتيبة بن مسلم دخل سمرقند غدراً دون دعوة أحد إلى الإسلام و لا منابذة و لا إعلان أطرق الخليفه قليلاً ثم قال والله ما أمرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى كما قلت
ثم أمر بورقه وكتب عليها سطرين للقاضي في سمرقند وختمها وأعطاها لشاب
أنطلق هذا الشاب من دمشق إلى سمرقند قاطع هذا المسافه في الصحاري والجبال
وهو يقول ورقه ماذا ستفعل ورقه أمام سيوف قتيبه بن مسلم المقاتل الشرس
حتى وصل إلى سمرقند و وأعطاها للكهنه فقالو له إعطها للقاضي ليقضي ما في الورقه ذهب الشاب وأعطاها للقاضي فحدد لهم يوم غد في المسجد يجتمع الكهنه
فعلاً إجتمع الكهنه إلى كبيرهم خاف أن تكون مأمره فجلس في معبده ثم أمر القاضي بجمع الناس و بحضور قتيبه بن مسلم قائد أقوى جيش يصول الأرض
كان قتيبه بن مسلم قد أكمل المسير لصين في فتوحاته الإسلاميه فأتاه أمر القاضي بالرجوع حينما رجع بعد مسيرة يومين متواصله قالو وصل قتيبه خاف الكهنه من أسم قتيبه فقط وأخذو يتصببون عرقاً دخل قتيبه المسجد وضع سيفه وخلع نعله ثم أمتثل أمام القاضي قال له القاضي أجلس بجوار خصمك .
هنا بدأة المحكمه
سأل القاضي الكاهن بصوت هادء ما قولك : فقال : إن القائد قتيبة بن مسلم دخل بلدنا غدراً من غير منابذة ولا دعوة إلى الإسلام ولا طلب جزية إلتفت القاضي لقتيبه مستفهماً : ما قولك يا قتيبة؟ فقال قتيبة : إن الحرب خدعة وهذا بلد عظيم
أنعم الله به علينا ، وأنقذه بنا من الكفر وأورثه المسلمين قال القاضي: هل دعوتم أهله إلى الإسلام أو الجزية أو القتال؟ قال قتيبة : لا ولكننا دخلناه مباغتة!
قال القاضي : قد أقررتَ يا قتيبة والله ما نصر الله هذه الأمة إلا بوفائها بما ائتمنت عليه من عهود الله (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا) يا قتيبة ( ولا تشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون )
يا قتيبةَ جيش محمد جيش صدق و عهد و وفاء
ياقتيبه الله الله بسنة رسول الله
قال القاضي : الحكم
حكمت بأن يخرج جميع المسلمين كافه من سمرقند خفافاً كما دخلوها
( أي بلا مكاسب تجاريه ) وتسلم المدينه لأهلها ثم نطبق شرع الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم يعطا إنذارا لأهل المدينة لمدة شهر حتى يستعدوا بأن يسلمو أو يدفعو الجزيه أو القتال بدأ المسلمون يخرجون من المدينه حتى القاضي قام وخرج من أمام الكهنه لم يصدقو الكهنه هذا وأخذ أهل سمرقند ينظرون للمسلمين حتى خرجو وخلت المدينه من المسلمين ثم قال الشاب للكهنه والله أن دينهم لهو الحق أشهد أن لا إله إلى الله وأن محمد رسول الله
ونطق الكهنه الشهادة ودخلو الإسلام ونطقة سمرقند الشهادة
وطلبو من المسلمين الرجوع للمدينه وهم يقولون أنتم أخواننا
وبهذا أسلمت المدينه كافه بسبب عدل الإسلام ومعاملة المسلمين.

كيف كان القضاء فى هذا العهد مستقلا لن يتدخل الحاكم فى حكم القاضى و لم يختص نفسه بالحكم و ترك الأمر للقاضى المختص و حكم على قائد جيش بالخروج من مدينة سمرقند عقب فتخها و نفذ الحكم دون تراخى.

http://twitter.com/#!/Mohamedenan

Saturday, August 13, 2011

جاءوا أوّلاً

جاءوا أوّلاً إلى الشّيُوعيّين،
وَلَمْ أرفَعْ صَوْتِي،
لأنّي لَمْ أكُنْ شُيوعيًّا.
ثُمّ جا
ءوا إلى الاشتراكيّين،
وَلَمْ أرفَعْ صَوْتِي،
لأنّي لَمْ أكُنْ اشتراكيًّا.
ثمّ جا
ءوا إلى أعْضاء النّقابات،
وَلَمْ أرفَعْ صَوْتِي،
لأنّي لَمْ أكُنْ نقابيًّا.
ثمّ جا
ءوا إلى اليَهُود،
فَلَمْ أرْفَعْ صَوْتِي،
لأنّي لَمْ أكُنْ يهوديًّا.
بَعْدَئذٍ جا
ءوا إليَّ،
فَلَمْ يَتَبَقَّ أحَدٌ
لِيَرْفَعَ صَوْتَهُ لأجْلِي.

مارتين نيمولر

@OutsiderX